Saturday, June 25, 2005

عكّار اليوم


أسبوعٌ مرّ على التنافس الحاد... فقامت يومها قرىً مترنّحةً على نشوة الأنتصار، وأخر على خيبة الهزيمة... وهذه هي الحال كما في كلّ معركة، هناك خاسرٌ ورابح... هذا من الجهة المبدئيّة... وأمّا في الواقع، الخسارة هي نصيب كلّ المشاركين... لكن في كلّ الأحوال، فقد عاد الهدوء ليطبع عكار بعد انتهاء العاصفة... وعادت الربوع إلى ما كانت عليه، مع التنبيه إلى بقاء الصور والأعلام والألوان مفترشةً الأشجار والأرض، وحيطان المنازل... فمنها ما يتطاير مع النسمات ويملأ الطرقات والأقنية... منها الممزّق، ومنها المطلي ألواناً للتشويه، منها ما تغطّيه عباراتٍ نابية لم يعهدها يوماً الشارع العكّاري، بل برمجها ونفّذها حقد وجهل بعض الآثمين...

أمّا اليوم، فقد اكتمل العقد النيابي بمن دخل الندوة البرلمانيّة من أبناء عكّار والشمال، فأستغلّ الفرصة لأذكّرهم بأنهم يمثلون ليس فقط الرابحين، بل الخاسرين أيضاً... ومن المفترض أن يمثلوا لبنان بجميع أقضيته وليس فقط عكّار...

فيا نوّابنا الأعزاء، أعتقد أنّ وقت النشوة قد ولّى... وهذه الإحتفالات يجب أن تنتهي... فاستفزاز الآخرين لا يمتّ إلى الوحدة الوطنيّة بأيّ صلة... كما أعتقد أننا يجب ولو في مرّةٍ أن نستفيد من التغيير... فاللامركزية يجب أن تطبّق... دعم الزراعة يجب ألّا يتوقف... وتأمين السوق للتصريف ومعامل للتصنيع الغذائي من الأولويات... لا نريد أن نسمع أنّ فلان وفلان قدّم وقدّم... نريد صناعة... نريد زراعة منظمة... نريد شبكة مواصلات حديثة... مدرسةً رسميّة قويّة... حلّ جذري للكسّارات والنفايات المنزلية التي تتزيّن بها مداخل القرى والجبال... نريد حمايةً صحيحة لإرثنا البيئي... لتراثنا الثقافي... لمواقعنا التاريخية... تحسين الوضع الإجتماعي... محاربة النزوح والهجرة...

فيا أيّها الرابحون والخاسرون... ويا شعب عكّار الأبي... قوموا معاً إلى العمل... مذكّراً إيّاكم بأن عواصف قد جاءت وذهبت، ومرّ علينا ما يكفي لمحو أممٍ من الوجود، لكنّ عكّار تبقى هي هي... وابن عكّار يبقى هو هو...

عكّار أرض الوئام والأخوة والتعايش... فما من يومٍ مرّ إلّا وكان محمد وخالد ومحمود وعلي وحنا والياس وجرجس... إخوةً وأهل... وخلاف يومٍ لن يكون إلّا كغيوم الصيف التي تمرّ سريعاً دون تـأثير...


http://www.akkar-lebanon.blogspot.com/
Sassine El Nabbout MD.